الامام الصرصري
باحت بالسر ولم تبن ورقاء تنوح على فنن
عجبا لبلادة عجمتها تصبى لب الفهم الفطن
تبدى حزن المشتاق وماتدرى ماشاغله الحزن
واها للصب يرنحه التغريد وارزام البدن
ويحن الى دار بعدت ويعد الغربة فى الوطن
سقت البطحاء مبكره همرت بالوسمى الهتن
فكستها من زهر حللا ونضت عنها ثوب المحن
وهمى بمنى والخيف حيا غدق يحلو بفم الدمن
وافيض النور على حرم برضى الملك الاعلى قمن
جمع التقوى وحوى شرفا يزداد سناه على الزمن
بنبى ضحاك قثم وعزيز هاد مؤتمن
بمحمد المبعوث بما جلا عنا ظلم الاحن
هو احمد خير الناس به انجانا الله من الفتن
وهدانا بالاسلام الى حكم عدل سهل السنن
بسط الاخلاص لامته وثناهم عن رجس الوثن
جمع الرحمن الحسن له وهداه الى خلق حسن
ورع شاف وحجا ورضى وتقى فى السر وفى العلن
وكنوز الارض تجنبها معتاضا بالعيش الخشن
فلهذا صح الزهد له فغدا اغنى من كل غنى
للعين محاسنه زهر وسجاياه روض الاذن
يامن يطس البيداء له فى الوعر المجهول السنن
حرف سرح عنس اخد فيها هوج عند الارن
تهوى مرحا فى البيد كما يهوى المشحون من السفن
قسما بالله عليك اذا ماجئت الى خير المدن
ولثمت بها تربا عطرا وبلغت بها اقصى المنن
بلغ عنى تبليغ فتى محفوظ الذمة لم يخن
قل يااسخى المعطين يدا فى عام المحل الممتحن
عطفا يارحب الجاه على عبد من مدحك فى جنن
قد ناء بحمل الدين على كبر بالعسرة مرتهن
فأسال ذا العرش يؤيدنى بغنى برضاه مقترن
فبغيرك يااقصى املى فى ضايقتى لم استعن
واجبر كسرى واستر خللى ولوجهى عن بذل فصن